المرابط في سبيل الله
كاتالوج المقالات
| الرئيسية » مقالات » مقالات من كتب إسلامية » مقالات من كتاب محاسن الشريعة |
مقال 3 أهمية تبيين محاسن الإسلام والشريعة هذه الأيام
أهمية تبيين محاسن الإسلام والشريعة هذه الأيام لقد بعد الناس عن هذه الشريعة الغراء في هذه العصور الأخيرة وذلك لانتشار البدع والضلالات التي عمت بلاد المسلمين ،في حين أن المتأمل لما في هذه الشريعة من محاسن لا يسعه إلا اتباع شرع الله الذي هو أكمل الشرائع وأعظمها يقول الإمام ابن كثير رحمه الله : ( إن لله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل الذي لو كان موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة وعيسى بن مريم الذي أنزل عليه الإنجيل حَيَّين لم يكن لهما شرع متبع بل لو كانا موجودين بل وكل الأنبياء لما ساغ لواحد منهم أن يكون على غير هذه الشريعة المطهرة المشرفة المكرمة المعظمة ) 1 . ومن هنا يجب على العلماء ، والدعاة إلى الله ، وطلبة العلم ، أن تتحد خطاهم وكلماتهم في هذه الأيام في بيان محاسن الإسلام ، ومحاسن الشريعة ، وذلك لأمور منها أن بيان محاسن الشريعة ، دعوة إلى الله عز وجل ، وتعريف للناس بربهم ودينهم ، والله تعالى يقول : ( ومن أحسن قولاً ممن دعاّ إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين 23 ) سورةفصلت أن أهل الباطل من العلمانية والليبراليين وغيرهم تكاتفوا واجتمعوا في هذه الأيام خاصة ، ويقومون بحملة شرسة لتشويه صورة الإسلام وصورة الشريعة تارة بشبهة أن الشريعة لا تصلح لكل زمان ومكان وتارة أن الشريعة لا تواكب العصر وتارة بضرب نصوص الشريعة بعضها ببعض وتارة بأن الشريعة فيها من القسوة والشدة مالا يقبله عقل – في زعمهم – مثل : قطع يد السارق ورجم الزاني وغير ذلك من الحدود التي شرعها الله عز وجل . فصوروا للناس الحق في صورة الباطل ، والباطل في صورة الحق ، حتى التبس الحق على كثير من عامة المسلمين ، بل وبعض المثقفين المصلحين منهم ، حتى وقف العاقل منهم – فضلاً عمن دونه – وقفة المتحير الذي لا يدري أين الحق وأين الباطل ، وأين الخير وأين الشر أنه تقرر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة . وليس هناك وقت تحتاج فيه إلى بيان محاسن الشريعة مثل هذه الأيام ، فهذه بعض الأسباب التي تدعوا أهل العلم على اختلاف مذاهبهم وأفكارهم وانتمائهم لبيان محاسن شريعتهم إبطال فكرة أن الشريعة محصورة في تطبيق الحدود الشرعية من قتل القاتل ، ورجم الزاني المحصن ، وقطع يد السارق . بل الشريعة دين كامل ، مشتمل على كل ما يحتاج المرء في الدين والدنيا ، فهو عبادات ومعاملات وآداب وسلوك ... وغير ذلك من أصول الشريعة وفروعها يقول بن كثير رحمه الله : (( ويخبرهم – أي النبي – صلى الله عليه وسلم – بما كان وما يكون ، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ، ويشرع الشريعة شيئا ً بعد شيء ، حتى أكمل الله دينه الذي بعثه به ، وجاءت شريعته أكمل شريعة ، لم يبق معروف تعرف العقول أنه معروف إلا أمر به ، ولا منكر تعرف العقول أنه منكر إلا نهى عنه ، لم يأمر بشيء فقيل : ليته لم يأمر به ، ولم ينهى عن شيء فقيل : ليته لم ينه عنه ، وأحل لهم الطيبات لم يحرم منها شيئاً كما حرم في شريعة غيره ، وحرم الخبائث لم يحل منها شيئا ً كما استحل غيره ، وجمع محاسن ما عليه الأمم ، فلا يذكر في التوراة والإنجيل والزبور نوع من الخبر عن الله وعن الملائكة وعن اليوم الآخر إلا وقد جاء به على أكمل وجه ، وأخبر بأشياء ليست في الكتب وليس في الكتب إيجاب لعدل وقضاء بفضل وندب إلى الفضائل وترغيب في الحسنات إلا وقد جاء به وبما هو أحسن منه ، وإذا نظر اللبيب في العبادات التي شرعها وعبادات غيره من الأمم ظهر له فضلها ورجحانها ، وكذلك في الحدود والأحكام وسائر الشرائع ، وأمته أكمل الأمم في كل فضيلة ، وإذا قيس علمهم بعلم سائر الأمم ظهر فضل علمهم ، إن قيس دينهم وعبادتهم وطاعتهم لله بغيرهم ظهر أنهم أدين من غيرهم ، وإذا قيس شجاعتهم وجهادهم في سبيل الله وصبرهم على المكاره في ذات الله ، ظهر أنهم أعظم جهادا ً وأشجع قلوبا ً وإذا قيس سخاؤهم وبرهم وسماحة أنفسهم بغيرهم ، ظهر أنهم أسخى وأكرم من غيرهم )) 2 البداية والنهاية 3 / 74 البداية والنهاية 8 /554 للاستماع للمحاضرة صوتية  لتحميل كتاب محاسن الشريعة اضغط على الصورة التالية  ولا تنسونا بصالح دعائكم | |
| مشاهده: 348 | تعليقات: 1 | |
| مجموع التعليقات: 1 | ||
| ||
أهلاً بك ضيف
فئة القسم | ||||||
|---|---|---|---|---|---|---|
|
تصويتنا |
|---|
إحصائية |
|---|
المتواجدون الآن: 1 زوار: 1 مستخدمين: 0 |
طريقة الدخول |
|---|
أصدقاء الموقع |
|---|