كاتالوج المقالات

الرئيسية » مقالات » مقالاتي

هل أذهب معه إلى السينما..؟ للدكتور/مصطفى محمود
 

 


هل أذهب معه إلى السينما..؟
هل أتركه يقبلني.. ؟؟ ويحتضني..؟! ويتحسسني ؟
هل أذهب معه إلى شقته.. ؟
وإلى أي حد أترك له نفسي؟

هذه الأسئلة التي تدور في ذهن كل بنت حينما تحب رجلاً.. ولا توجد قواعد عامة ولا حدود عامة متفق عليها بين البنات.. وإنما كل بنت في الحقيقة تضع لها حدوداً خاصة حسب عقليتها وتربيتها وظروفها وحسب عقلية الرجل الذي تحبه.. إن كل البنات يهدفن من العلاقة إلى الزواج.
والبنت لا تتمنع على الرجل الذي تحبه من باب العفة والأدب، ولكن من باب الخوف أن تفقده كزوج وتفقد احترامه.. وتسقط في عينيه ولا تعود بالنسبة له أكثر من عشيقة للاستهلاك الوقتي.. والرجل لا يفهم هذا وإنما هو يصر على أن يعتبر تمنع البنت عفة وأخلاقاً وحصانة.. وهذا يؤدي إلى التمادي في الكذب والتمثيل والادعاء..
والرجل في العادة لا يجاهر بهذه الحقيقة وإنما يقول بلسانه عكس ما يعتقد بقلبه.. فيدعي أنه متحرر عصري لا يتزوج إلا من بنت عقليتها متطورة، تراقصه وتدعوه على السينما وتزوره في بيته وتبادله القبلات والعناق واللذة الحلال والحرام.. وحينما ترفض صاحبته أن تجاريه في رغباته.. فإنه في العادة ينعتها بأنها رجعية متأخرة غير صالحة لأن يشاركها حياته.. ولكنه في الحقيقة يكون في نفس الوقت يباركها في قلبه.. ويقول لنفسه.. يالها من بنت محافظة شريفة.. ويبيت النية على الذهاب إلى أهلها وخطبتها.
ولكنه لا يستطيع أن يستمر في الكذب.. ولا البنت تستطيع أن تستمر في التمثيل.. وفي الوقت الذي يكون الاثنان بسبيلمها إلى الزواج.. لا يستغني كل منهما عن علاقة أخرى جانبية يتمتع فيها بالتعبير عن نفسه وعن رغباته الحقيقية.. فيتخذ لنفسه عشيقة يقضي معها فراغه ويثرثر إليها بمكنونات نفسه.. وتتخذ البنت لنفسها عشيقاً تلهو معه على حريتها بدون خوف.. وفي الوقت الذي تتطور فيه الأكاذيب المتبادلة إلى زواج.. تكون العلاقات الجانبية بما فيها من صراحة وصدق تتطور إلى حب.. ويبدأ الصراع في نفس كل من الاثنين.. وتنتهي حياتهما بزواج فاشل وحب فاشل في نفس الوقت.. والسبب الأول والأخير هو الكذب.. الكذب الإجتماعي العام الذي نعيش فيه.. والغباء والجبن الذي يعيش فيه الرجل والمرأة على السواء..
وإذا بدأنا بالسؤال عن معنى الشرف.. فالشرف معناه أكبر من مجرد المعنى الجنسي.. وليست العفة وحدها هي الدافع الذي يجعل المرأة ترفض تقبيل الرجل الذي تحبه وإنما أحيانا الخوف من أن تفقد احترامه وتفقد نظرته إليها كزوجة.
إن المسألة في حقيقتها مساومة على مصلحة تهدف المرأة إلى الوصول إليها بأي طريق. وحب المرأة للرجل ليس دائماً دليلا على الابتذال.. وإنما الابتذال هو أن تهون عند المرأة عواطفها وجسمها، بدرجة أنها تصبح منحة سهلة لأي رجل وفي أي وقت ولمجرد التلذذ العارض.. الابتذال هو ترخص المرأة في علاقاتها وشيوعها وخلو عواطفها من العمق والخصوصية التي تجعلها تختار رجلاً بذاته لتحبه وتمنحه قلبها وتعيش في وجوده..

والمرأة من هذا النوع المبتذل لا تحتاج إلى فراسة من الرجل ليعرفها.. إن لبسها وزينتها وخطوتها ومستوى تعاملها مع الرجال يدل عليها.. فهي نفسها لا تحس أنها شيء غال يقتصر نواله على الرجل الغالي.. وإنما تحس برخصها ولا تجد مانعاً من أن تنالها أي يد.. لأنها تبحث عن اللحظة، ولا تبحث عن الرجل..

والنقطة الثانية المهمة أن الجنس بذاته لا يكفي لأن يوثق الحب بين اثنين، لأن الحب أعمق وأشمل من لحظات الجسد.. لأنه تعارف داخلي بين نفسين وبين لونين من الطباع والعادات والأخلاق والمشاعر..

ومحاولة البنت الوصول إلى أي زواج بأي ثمن اعتماداً على أن العلاقة الجنسية كافية بذاتها للوصول إلى الحب .. فكرة خاطئة.. كما أن اعتقاد الرجل بأن التجربة الجنسية ضرورية للتعارف هو اعتقاد كاذب وخاطئ والعكس هو الصحيح فالتجربة الجنسية ما تلبث أن تؤدى إلى تشويه و إتلاف لسلوكية الطرفين وبالتالي استحالة الزواج أو فشله نتيجة سوء الظن وضياع الاحترام و افتقاد الثقة و امتداد الشك إلى الماضي كله ثم إلى المستقبل بطوله لو حدث زواج.

والأسلم ألا تبيح الفتاة جسمها أبداً إلا لزوج و للاثنين الحرية فيما دون ذلك من كل ألوان الصحبة والتعارف.. ومن هنا كانت الشريعة في تحريمها للمسافحة الجنسية أقرب إلى فهم الفطرة الإنسانية من هذه الموضات الأجنبية الوافدة التي تسللت إلى حياتنا من خلال السينما والتليفزيون.
وللأسف نحن نقلد وننسى أننا بيئة مختلفة وحضارة مختلفة وتقاليد مختلفة وقناعات مختلفة.
و طوق النجاة في كل هذه المشكلة المعقدة.. هو الصدق.. والصراحة.. الصراحة بين المرأة نفسها.. والصراحة بين المرأة ورجلها.. الصراحة بأي ثمن حتى ولو كان الثمن هو فقدان الرجل.. وفقدان الحب وفقدان الأمل في الزواج.

وعلى هذه الشجاعة تتوقف تربية هذا الجيل العاطفية من الرجال والنساء.. هذا الجيل من العشاق الفدائيين..

إن سقوط الكلفة وتكاشف الحبيبين بخفايا نفوسهما وتعارف الاثنين تعارفا نفسانيا مكشوفاً.. ضروري لنشوء الحب.. ولقيام العشرة الناجحة بعد الزواج.. وبغير هذا لا أمل في حل هذه المشكلة المعقدة.. وبغير هذا سيظل الزواج والحب أكاذيب متبادلة..

كتاب : الأحـــــــــــــلام

الفئة: مقالاتي | أضاف: السلفيةبورسعيد (2015-01-15)
مشاهده: 241 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
أهلاً بك ضيف